في المحيط الهادئ.. ضربات أمريكية ضد عصابات المخدرات تودي بحياة 8 أشخاص
في المحيط الهادئ.. ضربات أمريكية ضد عصابات المخدرات تودي بحياة 8 أشخاص
أعلن الجيش الأمريكي أن غارات استهدفت ثلاثة مراكب يشتبه في تورطها بتهريب المخدرات في شرق المحيط الهادئ أسفرت عن مقتل 8 أشخاص يوم الاثنين، في أحدث فصول حملة عسكرية بحرية متواصلة تقول الولايات المتحدة إنها تهدف إلى تفكيك شبكات تهريب المخدرات العابرة للحدود.
وذكرت القيادة الجنوبية الأمريكية، الاثنين، أن معلومات استخباراتية مؤكدة أفادت بأن المراكب الثلاثة كانت تعبر مسارات بحرية معروفة تستخدمها شبكات تهريب المخدرات في شرق المحيط الهادئ، وأوضحت أن هذه القوارب كانت متورطة بشكل مباشر في عمليات تهريب غير مشروعة، ما دفع القوات الأمريكية إلى تنفيذ ضربات استهدفتها في عرض البحر وفق فرانس برس.
وأكدت القيادة أن الضربات أسفرت عن مقتل 8 أشخاص وصفتهم بأنهم عناصر من تجار المخدرات، حيث قتل 3 أشخاص على متن المركب الأول و2 على متن المركب الثاني و3 آخرون على متن المركب الثالث.
ونشرت القيادة الجنوبية الأمريكية مقاطع فيديو تظهر ثلاثة قوارب تطفو على سطح المياه قبل أن يتم استهدافها، في مشاهد تعكس طبيعة العمليات العسكرية التي تنفذها القوات الأمريكية في مناطق بحرية بعيدة عن سواحلها، ضمن ما تصفه بحرب مفتوحة على تهريب المخدرات.
تصاعد العمليات منذ سبتمبر
وتأتي هذه الغارات في سياق حملة بدأت منذ مطلع شهر سبتمبر، يقودها الجيش الأمريكي بإشراف وزير الدفاع بيت هيغسيث، وتركز على استهداف قوارب تقول واشنطن إنها تستخدم لنقل المخدرات عبر البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادئ.
ووفق بيانات عسكرية أمريكية، أدت هذه الحملة حتى الآن إلى تدمير ما لا يقل عن 26 مركباً يشتبه في تورطها بتهريب المخدرات، كما أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 95 شخصاً، ما يجعلها واحدة من أكثر الحملات البحرية دموية في السنوات الأخيرة.
وبالتوازي مع الضربات الجوية والبحرية، كثفت الولايات المتحدة وجودها العسكري في البحر الكاريبي، حيث نشرت أكبر حاملة طائرات في العالم إلى جانب عدد من السفن الحربية، في خطوة تعكس اتساع نطاق العمليات العسكرية الأمريكية في المنطقة.
كما شهدت الأسابيع الأخيرة تحليق طائرات عسكرية أمريكية فوق الساحل الفنزويلي، في تحركات أثارت اهتماما إقليميا ودوليا، وسط تساؤلات حول الأهداف الأوسع لهذا الانتشار العسكري المتزايد.
مكافحة أم رسائل استراتيجية
وتؤكد واشنطن أن هذه العمليات تندرج ضمن جهودها لمكافحة تهريب المخدرات وحماية الأمن الإقليمي والدولي، مشددة على أن شبكات التهريب البحرية تشكل تهديداً مباشراً لاستقرار دول عدة في الأمريكتين، فضلاً على دورها في تغذية الجريمة المنظمة والعنف.
غير أن مراقبين يرون أن الحملة تحمل أيضاً رسائل استراتيجية تتجاوز ملف المخدرات، خاصة في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية في أمريكا اللاتينية وعودة الحضور العسكري الأمريكي المكثف إلى مناطق كانت تشهد تراجعا نسبيا في السنوات الماضية.
وتثير هذه العمليات تساؤلات حقوقية حول طبيعة الضربات التي تستهدف قوارب في عرض البحر وما يترتب عليها من سقوط قتلى دون محاكمات، إذ تعتبر منظمات حقوقية أن مثل هذه العمليات تفتح نقاشا واسعا حول قواعد الاشتباك واستخدام القوة خارج مناطق النزاع التقليدية.
في المقابل، تؤكد الولايات المتحدة أن الضربات تستند إلى معلومات استخباراتية دقيقة، وأنها تستهدف شبكات إجرامية مسلحة تشكل خطرا مباشرا على الأمن، مشددة على أن العمليات تتم وفق قواعد صارمة.
مسارات بحرية للتهريب
يشكل شرق المحيط الهادئ والبحر الكاريبي أحد أهم المسارات البحرية لتهريب المخدرات من أمريكا اللاتينية باتجاه الولايات المتحدة ودول أخرى، وتعتمد شبكات التهريب على قوارب سريعة أو مراكب صغيرة لعبور مسافات طويلة بعيداً عن الموانئ الرسمية، مستفيدة من اتساع الرقعة البحرية وصعوبة مراقبتها بشكل كامل.
وخلال السنوات الماضية، كثفت الولايات المتحدة تعاونها العسكري والأمني مع عدد من دول المنطقة لمواجهة هذه الظاهرة، غير أن تصاعد العمليات العسكرية المباشرة منذ سبتمبر يعكس تحولاً نحو نهج أكثر هجومية.
ويأتي ذلك في ظل تقديرات تشير إلى أن تجارة المخدرات تدر مليارات الدولارات سنوياً، وتغذي شبكات إجرامية عابرة للحدود مسؤولة عن العنف وعدم الاستقرار في أجزاء واسعة من الأمريكتين.











